الصفحات

الخميس، 20 فبراير 2014

كل حسب و نسب مقطوع ماخلا نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 

 كل حسب و نسب مقطوع ماخلا نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

للسيد ابي القاسم
د.يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،

نقابة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلاميّ

----------------------------

الحمد لله الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً , والداعي إلى وجوب التعارف والتراحم .


  قال تعالى :
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى, وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم }.

والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة, سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الأمين والقائل :
{تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم }.
النسب هو سبب التعارف وسلم التواصل, به تتعاطف الأرحام الواجبة وعليه تحفظ الأواصر القريبة .



كل حسب و نسب مقطوع ماخلا نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم, فنسبه موصول إلى يوم القيامة

ونحن لو عدنا إلى أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
وهو من لا ينطق عن الهوى , لوجدنا أن معظم الأحاديث في هذا الشأن تدعوا إلى احترام
رحم ونسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسب آل بيته .
فهذا هو النسب والرحم الموصولة إلى يوم القيامة .
وهذه بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على اتصال نسب رسول الله وآل بيته إلى يوم القيامة, وعدم تعرضه للانقطاع وبيان نفعه في الدنيا والآخرة .


اخرج الديلمي , عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
{ أوصيكم بعترتي خيراً , وان موعدكم الحوض } .
قال الطبري في ذخائر العقبى
اخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنه قال : توفي لصفية بنت عبد المطلب ابن , فذكر قصة قال في اخرها :

 ثم قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال :
{ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ,
إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي .
وان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة } صححه الحافظ السخاوي وابن حجر المكي الهيتمي .
وعن ابي سعيد الخدري قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
{ما بال رجال يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لا تنفع يوم القيامة ,
بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة , واني أيها الناس
فرط لكم على الحوض }. رواه احمد والحاكم في صحيحه والبيهقي .
واخرج الطبراني في الجامع الصغير 2/336 .
حديث متواتر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
{ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ,
وكل ولد ادم فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة
فأنا أبوهم وأنا عصبتهم }.اخرج الطبراني في الجامع الصغير 2/243 .

عن ابن عمر رض الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
{كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي .وقد أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر بلفظ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري }.
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى الإمام علي رضي الله عنه ام كلثوم فاعتل عليه بصغرها .
فقال عمر : اني لم ارد الباءة ولكن سمعت رسول الله صلى الله
. عليه وآله وسلم يقول :{ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ,
وكل ولد ادم فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا عصبتهم وأبوهم}
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خادمة تخدمهم يقال لها بريرة . فلقيها رجل فقال : يابريرة غطي شعيفاتك
( وهي أعلى الشعر ) فان محمداً لن يغني عنك من الله شيئاً .
قال : فاخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه .
وكنا معشر الأنصار, نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه فاخذنا السلاح 

ثم أتينا فقلنا
يا رسول الله مرنا بما شئت ؟
والذي بعثك بالحق نبياً لو امرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لمضينا
لقولك فيهم .

 ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه
ثم قال : من أنا ؟ قلنا انت رسول الله , قال نعم . ولكن من انا ؟
قلنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
فقال : (( أنا سيد ولد ادم ولا فخر ,
وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ,

وفي ظل الرحمن عز وجل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ولا فخر .
ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع .
بلى حتى تبلغ جبأ وحكم(وهما قبيلتان من اليمن ) .
إني لشفع فاشفع حتى إن من اشفع له يشفع فيشفع ,
حتى إن إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة )) مسند احمد بن حنبل 1/281.
واخرج ابو الخير الحاكمي وصاحب كنوز المطالب في بني ابي طالب
ان علياً دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وعنده العباس فسلم فرد عليه
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقام فعانقه
وقبل ما بين عينيه واجلسه عن يمينه
فقال له العباس : اتحبه ؟ قال يا عم :(( والله لله اشد حباً له مني ,
ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه
وجعل ذريتي في صلب هذا .
زاد الثاني قي روايته :
انه اذا كان يوم القيامة دعى الناس باسماء امهاتهم ستراً عليهم الا هذا وذريته ,
فانهم يدعون باسمائهم لصحة ولا دتهم )).
ان هذه الاحاديث التي تم ذكرها ما هي الا قلة قليلة
من الاحاديث التي وردت في حق آل البيت
وتبيان مقامهم السامي الذي شرفهم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ولعل هذه الأعداد التي نسمع عنها في هذه الأيام
حول انتشار وكثرة أعداد اشراف آل البيت في البلاد العربية
والإسلامية لهي أفضل تطبيقاً لهذه الأحاديث .
فاليوم و الحمد لله يقدر أعداد السادة الأشراف في العالم بالآف,
ولو رجعنا لدراسة أسباب استمرار هذا النسب
على مدى الأزمان وعدم تعرضه للانقطاع
أو الاندثار لوجدنا أنها كثيرة ووفيرة .

ولعل السبب الأول في عدم انقطاع النسب الشريف, هو في ذات هذا النسب نفسه فإنه نسب نقي نظيف طاهر
ومطهر من الوصوم والعيوب وبريء من ارجاس الجاهلية وانجاسها.
أي أن السر في ذات هذا النسب هي القاعدة التي انطلق منها .
فالجد هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,
والأب هو الإمام علي ربيب بيت النبوة واخو رسول الله , والأم هي الزهراء فاطمة البتول ,
والأبناء هما الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة
رضوان الله عليهم .

فكيف لا يكون هذا النسب مستمراً ومتواصلاً وهو ناشئ عن أساس لا يوجد في العالم اطهر منه .

فلو كانت الاحساب والأنساب الأخرى مهددة بالانقطاع والزوال, فإن هذا النسب مصون من عاديات الأيام وتقلبات الزمان.

وسر هذا النسب الرفيع أنه كما ورد عنه
صلى الله عليه وآله وسلم فان هذا النسب هو خلاصة الأكوان .
فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
{إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشاً .
واصطفى من قريش بني هاشم . واصطفاني من بني هاشم } صحيح مسلم ج2ص310
لذلك ينقطع كل حسب ونسب حسب النواميس الطبيعية
ولا ينقطع حسبه ونسبه صلى الله عليه و آله وسلم
لأنه نسب نقي طاهر من جميع الوجوه .
ومن الأسباب الهامة أيضا هو اختصاص الأشراف لفترة معينة
من الزمن ( ومازال مستمراً في بعض الدول )
بأمر مهم ألا وهو عدم تزويج الشريفة إلا للشريف والعكس صحيح .
فهذا الأمر ساهم في عدم اختلاط المورثات والجينات
الوراثية الخاصة بهذه السلالة الطاهرة مع الأنساب الاخرى
مما حافظ على بقاء هذا النسب وهذا النسل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" فلهذا كان أهل الأنساب الفاضلة يُظن بهم الخير ،ويُكرمون لأجل ذلك ، فإذا تحقق من أحدهم خلاف ذلك : كانت الحقيقة مقدمة على المظنة ، وأما ما عند الله :
فلا يثيب على المظان ولا على الدلائل ،إنما يثيب على ما يعمله هو من الأعمال الصالحة ؛فلا يحتاج إلى دليل ، ولا يجتزىء بالمظنة ،فلهذا كان أكرم الخلق عنده أتقاهم ،فإذا قُدِّر تماثل اثنين عنده في التقوى : تماثلا في الدرجة ،وإن كان أبو أحدهما أو ابنه أفضل من أبي الآخر أو ابنه ،

لكن إن حصل له بسبب نسبه زيادة في التقوى :
كان أفضل لزيادة تقواه ، ولهذا حصل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إذا قنتنَ لله ورسوله وعملن صالحاً ،
لا لمجرد المصاهرة بل لكمال الطاعة ،
كما أنهن لو أتين بفاحشة مبينة لضوعف لهن العذاب ضعفين لقبح المعصية ؛ فإن ذا الشرف إذا ألزم نفسه التقوى ،
كان تقواه أكمل من تقوى غيره " . انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 8 / 216 ، 217) .

وأيضا هناك الاستجابة من الله تعالى للدعاء الذي يقوله كل فرد مسلم في كل يوم خمس مرات :
(( اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ,
و بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ))

فهذه البركة يدعو لها في كل يوم مليار مسلم فكيف لا تتحقق
والله عزوجل قال : (( ادعوني استجب لكم )) .
ومن أقوى الأسباب وأهمها وأصدقها هو كلام الرسول الكريم ,
الذي لا ينطق عن الهوى ,
الواعد باستمرار النسب وبقاءه مع زوال غيره .
((كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ))
وقد امر النبي صلى الله عليه وآله وسلم برعاية رحمه ونسبه,وقرابته وان نسبهم موصول الى يوم القيامة

وهذه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لآل بيته,حتى يكونوا زينوا أنسابهم بأعمالهم الصالحة .

وهو يدفعهم إلى أن يكونوا, من أحسن الناس اقتداءً به ومن السائرين على نهجه .
فيجب ويتعين على هذه السلالة الطاهرة , 
سلوك طريق جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, 

بالصلاح والإيمان والتقوى واتباع النهج القويم , والتخلق بأخلاق خير البرية,
ليكونوا على المحجة البيضاء و خير وخير خلف لخير سلف.


وصلى الله على النبي الجد وعلى آله وسلم