الصفحات

الخميس، 29 مايو 2014

من هم أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن هم عترته؟



من هم أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟
ومن هم عترته؟

للسيد ابي القاسم
د.يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،
21 من ذي الحجة لعام 1430 للهجرة.
-------------------------------

الحمد  لله الذي بعث محمدا "صلى الله عليه وآله وسلم" بالهدى ودين الحق رحمةً للعالمين وغدوةً للعاملين وحجةً على المبعوث إليهم أجمعين ,,
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له, إله الأولين والأخرين.
 واشهد أن محمدا عبده ورسوله ,
 المصطفى على العالمين صلى الله عليه وعلى آله إلى يوم الدين .

أما بعد 

أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ "الجمعة"
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً"الآية 33 من سورة الأحزاب".
عن أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك و واثلة بن الأسقع  و أم سلمة:

 أن الآية مختصة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين "عليهما السلام".

 ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمل حريرة لها فقال ادعي زوجك و ابنيك فجاءت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقلت يا رسول الله و أنا معهم قال أنت إلى خير. 

و روى الثعلبي في تفسيره أيضا بالإسناد عن أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيتها فأتته فاطمة (عليها السلام) ببرمة فيها حريرة فقال لها ادعي زوجك و ابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك ثم قالت فأنزل الله تعالى «إنما يريد الله» الآية,

قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى يده بها إلى السماء ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي و حامتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فأدخلت رأسي البيت و قلت و أنا معكم يا رسول الله قال إنك إلى خير أنك إلى خير ,

و بإسناده قال مجمع دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي عن علي (عليه السلام) فقالت تسأليني عن أحب الناس كان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و زوج أحب الناس كان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد رأيت عليا و فاطمة و حسنا و حسينا (عليهما السلام) و جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثوب عليهم ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي و حامتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالت فقلت يا رسول الله أنا من أهلك قال تنحي فإنك إلي خير.

و لقد اختلف جمهور العلماء و أهل العلم فى أهل البيت من هم؟

واستدل بعض العلماء على هذا الحديث في التخصيص على ان آهل بيت النبي المصطفى هم اصحاب الكساء والتطهير"علي و فاطمة و الحسن و الحسين "عليهما السلام".الذين خصهم النبي بالدعاء والأية والكساء,منهم أبو سعيد الخدرى وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة والزمخشرى والكلبى وقالوا  أنهم: عليٌ وفاطمة والحسن والحسين خاصة .
و قال طائفة منهم عطاء وعكرمة وابن عباس : أن أهل البيت هم زوجاته صلى الله عليه وسلم خاصة ، لا رجل معهن،
وقد ذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبى صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {واذكرن ما يتلى فى بيوتكن }الأحزاب34.
وذهب فريق اخر منهم الفخر الرازى والقسطلانى وآخرون إلى أنهم آولاده وأزواجه صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين ، وعليٌ منهم ؛ لمعاشرته فاطمة وملازمته النبى صلى الله عليه وسلم.

وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم من تحرم عليهم الصدقة ، وهم آل عليً، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس ، وهذا القول هو الراجح.
قال السيوطى:
هؤلاء هم الأشراف حقيقة فى سائر الأعصار وهو ما عليه إجماع الجمهور .
 وهو معنى رواية مسلم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أما بعد..
أيها الناس إنما اًنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب ،
وأنا تارك بينكم ثقلين:
أولهما : كتاب الله ، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب  فيه ، ثم قال: (وأهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى) قالها ثلاثا، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته ،
  
ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، 

قال: ومن هم؟ قال: آل علىّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس رضى الله عنهم.

والبعض يخصون أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقط " بعليً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام" وهذا القول ليس براجح .
لكن رواية زيد السابقة تدل على أن آله صلى الله عليه وسلم من حُرم الصدقة،
 أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله.

من هم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم 

فقد اختلف الناس فى آل محمد صلى الله عليه وسلم من هم فقيل:
 أمته وهذا قول طائفة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ومنهم مالك وغيرهم ،
وقيل:
 المتقون من أمته ، وإليه ذهب طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم واستدلوا بحديث موضوع هو: "آل محمد كل مؤمن تقى"  وبنى على ذلك طائفة من الصوفية أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم خواص الأولياء كما ذكر الحكيم الترمذى.
لكن الصحيح وبإجماع الامة:
أن آل محمد هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم ,

وهذا رأي الامام الشافعى والامام أحمد رحمهما الله وجمهور العلماء.
و أهل بيته من حرم الصدقة بعده , و نساؤه صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته ،

و هم :  آل علىّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين الطاهرات .

عترة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

معنى العترة في أصل اللغة:
تطلق على :-
 العترة بالكسر قلاة تعجن بالمسك على التشبيه بالعترة وهى قطعة مسك خالصة .
 قال اعرابي من ربيعة العترة شجيرة ترتفع ذراعا ذات أغصان كثيرة وورق أخضر مدور كورق التنوم.
والعترة:
قثاء الاصف وهو الكبر ويقال هو أذل من عترة الضب قيل هي شجرة تنبت عند وجار الضب فهو يمرسها فلا تنمى.
والعترة : الريقة العذبة يقال ان ثغرها لذو أشرة وعترة .
والعترة : القطعة من المسك الخالص أي نفسه غير مخلوط  بشئ آخر .
 العترة نسل الرجل وأقرباؤه من ولد وغيره.
 وقيل عترة الرجل رهطه وعشيرته الادنون أي الاقربون ممن مضى وغبر ومنه القول بان عترة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هي التى خرج منها وبيضته التى تفقأت عنه,
 وانما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحى عن قطبها.
قال ابن الاثير:
 لانهم من قريش والعامة تظن انها ولد الرجل خاصة وان عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد فاطمة عليها السلام  ,
هذا قول ابن سيده وقال أبو عبيد وغيره عترة الرجل وأسرته وفصيلته رهطه الادنون .
 وقال ابن الاثير عترة الرجل أخص أقاربه.
 وقال ابن الاعرابي "
عترة الرجل ولده وذريته وعقبه من صلبه قال فعترة النبي صلى الله عليه وسلم ولد فاطمة البتول عليها السلام.
 وروي عن أبى سعيد قال العترة ساق الشجرة قال وعترة النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب وولده.
 وقيل عترته أهل بيته الاقربون وهم أولاده وعلي وأولاده .
 وقيل عترته الاقربون والابعدون منهم.
 وقيل عترة الرجل اقرباؤه من ولد عمه دنيا,

 ومنه حديث الذي ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم حين شاور أصحابه في أسارى بدر عترتك وقومك أراد بعترته العباس ومن كان فيهم من بنى هاشم وبقومه قريشا.

وما أجمع عليه جمهور الامة: 
أنَّ عترته صلى الله عليه وآله وسلم هم :

أهل بيته وهم الذين حرمت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة ويضاف لهم ذوي القربى. 

و صلى الله وبارك على النبي المصطفى الجد وعلى آل بيته وعترته الى يوم الدين.