الصفحات

الثلاثاء، 24 مارس 2015

الدخلاء على أنساب الشرفاء ... في أحوال أدعياء النسب ومراتبهم .


الدخلاء على أنساب الشرفاء ... 
في أحوال أدعياء النسب ومراتبهم .
للسيد ابي القاسم

د.يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،



الحمد لله وكفى , وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى ,
وأخص منهم النبي الحبيب المصطفى, وآله الطاهرين الشرفا ..
أما بعد ::
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ " يونس , 
إن كل ما في الدنيا من افعال و أقوال وآراء و أهواء هي متردد بين الحق والباطل, والهدى والضلال, والخطأ والصواب ؛
أما مسألة الحياد في أمر الحق والباطل ؛ فهو أمر غير مقبول مطلقا ً,
فإننا عندما نبين بطلان أنساب بعض الأدعياء الدخلاء "الدخلاء على نسب غيرهم او المدعين والمزورين لهم" ،
فاننا نرى من يشاغب ويتطاول بل و يطعن في "العلم او النسب أوالعهد أوالأمانة " !.
وذلك بعد ان الزمناهم الحجة و قطعنا فريتهم بسيف البرهان!!.
و زجرناهم  من الوقوع بمعصية انتساب المرء لغير أبيه , و التي توجب لفاعلها النار!
وإشفاقا ً منا عليهم ان يسلكوا بسوء عملهم الى مسالك سوء القرار , بما اقترفته ايديهم وافترته السنتهم وكذبته اقلامهم وادعوا ماليس لهم !
ونذكرهم  بقول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام"الصحيح.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من انتسب إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين" الصحيح.
ولكن هذا هو ديدن ادعياء النسب في الطعن والتشكيك والتطاول , ولقد ذكر التاريخ شيئا من احوال الدخلاء وادعياء النسب,
فقد جاء في ذكر "زياد بن ابيه" "دعي النسب" وماذكره "البغدادي في " خزانته " :
( وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي :
كتاب مثالب العرب أصله لزياد بن أبيه فإنه لما ادعى أبا سفيان أبا علم أن العرب لا تقر له بذلك مع علمهم بنسبه ،
فعمل كتاب المثالب وألصق بالعرب كل عيب وعار وباطل وإفك وبهت!!،
ثم فعل ذلك الهيثم بن عدي وكان دعيا فأراد أن يعر أهل الشرف تشفيا منهم !!،
ثم فعل ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وزاد فيه لأن أصله كان يهوديا أسلم جده على يدي بعض آل أبي بكر فانتمى إلى ولاء تيم ،
ثم جاء غيلان الشعوبي وكان زنديقا ثنويا لا يشك فيه ، فعمل لطاهر ابن الحسين كتابا خارجا عن الإسلام بدأ فيه بمثالب بني هاشم وذكر مناكحهم وأمهاتم ثم بطون قريش ثم سائر العرب ونسب إليهم كل كذب وزور ووضع عليهم كل إفك وبهتان ) انتهى.
أما دعي النسب :
فهو من ادعى نسبا ً او التصق بقوم هو ليس منهم ,
 والدعي ايضا من ادعى نسبا لغيره والصقه بقوم هو ليس منهم بالزور والكذب.
ومع كثرة ادعياء النسب اليوم, والدخلاء في زماننا فانهم يتشابهون في الصفة والنعت,
 و لكنهم يختلفون بالغايات و المراتب والتي نصنفها كما يلي:
·       منهم من يدعي النسب وغايته الجاه والشهرة وهو هالك.
·       ومنهم من يدعي النسب و غايته التكسب والغنيمة على حساب الدم والنسب وهو هالك.
·       ومنهم من يدعي النسب وغايته ان يسود بفكره وعقيدته التي يريد ان ينشرها بين الناس وهو هالك.
·       ومنهم من يدعي النسب شبهة او جهلا ً منه بالنسب, والذي قد يكون بسبب المؤتلف او المختلف في الانساب وتشابه الاسماء فيختلط عليهم الامر, او بسبب تقادم الزمان والاحلاف والمصاهرات , فهؤلاء يحتاجون الى من ياخذهم الى جادة الحق والصواب.
·       ومنهم من يدعي النسب وغايتهم الدس والتزوير والوضع , سواء كان غايتهم ادعاء النسب وترويج  المنشورات او تاليف المصنفات والكتب ووضع انسابهم الموهومة على حين غفلة من الناس, او ادعاء النسب وترويجه على لسان علماء النسب المعتبرين, او ادعاء النسب الباطل لغيرهم  "عن قصد " وترويجه على لسان علماء النسب وغايتهم الطعن في صدقهم وعلمهم وامانتهم "التشويش عليهم" لتنفير الناس منهم او لتضييع بوصلة الحقيقة من ايدي الناس, وهم هالكون بمجملهم.

ان تفشي ظاهرة ادعاء النسب او كثرة ادعياء النسب هي ظاهرة قديمة ومتجدده ,
وكما ذكرنا من غاياتهم سلفا ً, وانها ظهرت في الجاهلية وظهرت بعد انتشار الاسلام واستمرت الى زماننا اليوم،
بل ان الحالة اليوم وصلت الى اشبه مايكون بالهوس و اقرب ما تكون الى مرض مستشري بين قبائل العرب ومن جاورهم من بلاد الاعاجم"سواء الترك ام الفرس ام الحبشة",
حيث ان القاصي والداني اليوم يهرول للحاق بركب الادعياء االى نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم!!
ونستطيع مقاربة الامر لنصور به حجم الهوس المنتشر في زماننا لادعياء السيادة ,
أذا اعطينا مثالا ً من واقع اليوم,
عندما تاتي قبائل من طي القحطانية لتدعي السيادة !!
وتاتينا اقوام من شمر لتدعي السيادة !! ناهيك عن اقوام كانوا الى الامس القريب مشهورين بالانتساب الى قبائل قيس وقبائل الجبور!!
اضافة الى ما يجري على ساحة قبائل الاعاجم من الترك والفرس والاحباش,
فاصبح كل من هب ودب يقول بالسيادة!!
وما دام الامر له من يشرعه بوجود الواجهات والروابط والمراكز وادعياء العلم بالنسب وادعياء الشرافة!!
فمن الطبيعي ان يظهر هذا الكم الهائل من ادعياء الشرافة,
وبتنا ونحن على شك باننا قد نستيقض يوما من الايام لنجد ان بني إسرائيل ظهر انهم من ذراري الحسن والحسين !!
كما راينا وشاهدنا في مدننا وكيف ان ذراري بني اسرائيل من التجار "اليهود" الذين استوطنوا في مدن عامرة بجوار مراقد آل البيت في سامراء والنجف وكربلاء,
كيف انهم وخلال نصف قرن اصبحوا من السادات الاشراف!!,
مع وجود شهرة وارث يتوارثه الاباء والابناء بانهم من بني اسرائيل!!
وهذا هو حال الادعياء اليوم ومن اعانوهم على الادعاء من اهل الضلال والتزوير.
وان من اكثر ما ادعى المبطلون انتسابهم اليه هو نسب السادة الأشراف,
لما يبتغيه الادعياء والدخلاء من مكانتهم الشريفة و ما حباهم الله به من منزلة الرفيعة بين عموم المسلمين ،
كيف لا وجدهم سيد الاولين والآخرين ؟
و من اصطفاه الله على العالمين..صلى الله عليه وآله وسلم .
ولهؤلاء الأدعياء مناهج وطرق ينتهجونها في محاولة إثبات أنسابهم الموضوعة تلك،
وفي اغلب الحالات ينتهي بهم المطاف الى افتضاح امرهم ويتأكد بطلان دعواهم من قبل المتصدين لهؤلاء ادعياء النسب " سواء الدخلاء على نسب غيرهم ام المدعين والمزورين لهم ",
لان طرقهم باتت واضحة لكل ذي بصيرة , وصاروا يعرفون بها.
ومن جملة ما يستعمله ادعياء النسب" الدخلاء على نسب غيرهم او المدعين والمزورين لهم ",
للتسويق لادعائهم او محاولة طمس الحقائق و للتمويه والتشويش على الباحثين.
 هو محاولة التشكيك والطعن في نسب وأمانة ومقام من انكر ورد عليهم نسبهم او إدعائهم المزعوم زًورا.
 وهم يعلمون انه لا مجال لتمرير إدعائهم الباطل إلا من خلال التشويش والتشكيك و الطعن بكل من رد عليهم افترائهم او اباطيلهم,
لان اهل الباطل ليسوا طلاب حقيقة وليسوا من اهل العلم او الخلق, فلوا كانوا من أهل ماذكرنا لما وردوا هذا المورد .
ولو كانوا طلاب حقيقة وعلم لقبلوا بمن ردهم عن غيهم بادلته و إسناده.
ولو كانوا من اهل الخلق لاستحوا من الله وهو الحسيب الرقيب البصير بما يفعلون.
ولذلك فانه يصح تشبيه منهاج أدعياء النسب "الدخلاء على نسب غيرهم او المدعين والمزورين لهم",
بمنهاج أهل البدع الذين يفترون على الله الكذب في سبيل اثبات صحة ما افتروه وحرفوه من عقيدتهم،
وهذا هو ديدن أهل المثالب !!
فعندما تناظرهم بفرية افتروها على الله كذبا وادعوها باطلا ً على منهاج دين الله تراهم يسلكون مسالك الطعن والتشكيك بمن نقل المنهاج ومن قال به ومن طبقه !!.
وبذلك فإن الركن الاساس عند ادعياء النسب لاثبات وتمرير باطلهم هو منهاج الطعن بكل من رد عليهم او ردعهم او خالفهم بقولهم.
فإن ردهم راد قذفوه بنسبه وطعنوا بعلمه وامانته واتهموه بالكذب، وذلك ليسيئوا الى مكانته عند الناس, ويصدونهم عنه فلا يُلتفت لقوله.

ومن اساليب اهل الباطل من ادعياء النسب "الدخلاء على نسب غيرهم او المدعين والمزورين لهم",
في محاولتهم لتمرير إفترائهم واكاذيبهم وتسويق ما افتروه وادعوه من انساب ,
هو من خلال  التشويش والطعن والتشكيك في انساب الاشراف الاصيلة والتخفي خلف اسماء موهومة خصوصا في عالم الإعلام الواسع اليوم.
وقد ظهرت خلال الفترات الماضية العديد من المواقع والشبكات الموهومة و المريبة ,
التي  قامت بالطعن والتشكيك والافتراء على انساب الاشراف الصرحاء في محاولة  التشويش على الناس وقامت في الوقت ذاته بافتراء العديد من الانساب الموهومة ومحاولة تمرير الانساب المزعومة التي لا يعرف لها اصل او شهرة او نسب!!
كما في حالة ما يسمى " جمعية تنزيه النسب العلوي" المعلومة غايتها وانتمائها واهدافها "لصاحبها  المشهور بـ"نبيل الكرخي " وهو من احد ادعياء النسب  و هو دخيل على النسب النبوي".
وفي الوقت الذي طعنت وشككت في العديد من الانساب العلوية الاصيلة,
وخلقت حالة من التشكيك و التشويش على الناس قامت في الوقت ذاته بالدس والتمرير والتسويق للعديد من الانساب الدخيلة و التمرير للعديد من ادعياء النسب!!
ولكن كل مافعلوه و ادعوه ونشروه مردود عليهم جملة وتفصيلا ً ,
حتى وان كان ممن ابطلوا انسابهم هم حقا ادعياء نسب ولكن لا يقبل عملهم بالمطلق لان عملهم لا يتوافق مع شروط وضوابط علم النسب ومنهاجه و طرقه وشرائعه.
ومن احوال ادعياء النسب ايضا هو الهروب والمراوغة من اي نقاش علمي مبني على اركان و شواهد متينة, لان ذلك سيفضح دعواهم الباطلة ويكشف ضلالهم و ظلمهم.
أما والله إن الظلم لؤم...ومازال المسُيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي...وعند الله تجتمعُ الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا...غداً عند الإله من الملوم

"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ , وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ " الأنعام.

وصلى الله على النبي الجد وعلى آله وسلم.

-----------------
كتبه : ابو القاسم الكليدار الرضوي الحسيني.

نقابة السادة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلاميّ