الثلاثاء، 31 يناير 2006

الفرق بين المشجر و المبسوط في علم النسب

 
الفرق بين المشجر و المبسوط في علم النسب 

للسيد ابي القاسم
يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،

نقابة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلاميّ


-----------------

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الجد المصطفى رسول الله وعلى آله الأطهار وصحابته الابرار ومن اتبعهم بإحسان الى يوم القرار..


اما بعد.

للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ، 


وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ،

 وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ،

 نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي .


 وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء ,


وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار .

 والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى .

 وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين 


وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر : 


" ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" .


 وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى "


قال في الأصيلي :" الفروق الظاهرة بينهما كثيرة ، 


وإنما الفرق المهم هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأب إلى البطن الأعلى . 


 والمبسوط :

 يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم يواصل ابناً فابناً إلى البطن الأسفل . وخلاصة ذلك أن المشجر مقدم فيه الابن على الأب ؛ والمبسوط عكسه ، يقدم فيه الأب على الابن " .

وقد سبق أن عرفنا المبسوط أنه كتاب منثور مثل: كتاب "نسب قريش" للزبيري وكتاب "جمهرة النسب" لابن حزم. 


أما المشجر فهو مثل: كتاب "الأصيلي في أنساب الطالبيين" لابن الطقطقي المخطوط المشجر لا المطبوع اليوم , 
بتحقيق السيد مهدي الرجائي،


و كتاب" روضة الألباب وتحفة الأحباب المعروف بمشجر أبي علامة".


و من الفروق الظاهرة بين المشجر والمبسوط :


- أن القراءة في المبسوط أيسر منها في المشجر ، و أدعى للحفظ .


و لذلك لمَّا طلب الفخر الرازي من إسماعيل المروزي الحسيني أن يصنف له كتاباً في أنساب الطالبية فضَّلَ أن يكون على هيئة المبسوط لا التشجير ، 


و قال له :" المشجر لا ينضبط بالحفظ ، و أنا أريد شيئاً أحفظه ، … "


و بالجملة ،

 فمن كان متعوداً على كتب العلم والقراءة فيها ، يَسُرَ عليه أمرُ المبسوط بخلاف المشجر ، ومن لم يعرف من القراءة في النسب إلا ما في المشجرات ، يسر عليه أمرها .

- التصنيف في المبسوط أيسر منه في " المشجر" ، ولهذا كثرت تصانيف الناس فيه . و الناس اليوم على الضد من هذا !!


- كثرة فوائد المبسوط ، وذلك لأن الكتابة فيه على سنن التصنيف والترتيب ،


 فتجد ما يطرقه النسابة متسلسلاً ،


يورد البطون من أعلى إلى أسفل ، ويذكر الألقاب والوقائع والأشعار ، و تواريخ الولادة والوفاة ، وهو في فسحة و سعة ، وذلك بخلاف المشجر ، 


فكم من ورقة ضاقت على نساب حجبت دفعاً لشبهة ، أو تقريراً لوجه غمز وطعن ببطلان نسب و نكارته ،

 أوربما فوتت ذكر سنة ولادة أو وفاة يحتاجها المتأخر في بحث أو مقارنة .

- ومن الفروق بينهما أن المشجر توضع فيه رموز لعلامات الطعن و القدح ونحو ذلك ، و تكتب أحياناً بالحمرة أو السواد ،


 بينما المبسوط لا تذكر فيه الرموز ، ولكنهم يحكون الحال في أثناء النسب ، و ربما رمزوا ببعض الاصطلاحات ، فكتبوا في المشجر والمبسوط :" في صح "


- بقاء المبسوط و تعميره أكثر من المشجر . و هي مسألة نسبية .


- الوضع والزيادة في الشجرات أسهل و أيسر من المبسوط.


وصلى الله على النبي الجد وعلى آله وسلم.