الفرق بين المشجر و المبسوط في علم النسب
للسيد ابي القاسم
يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،
نقابة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلاميّ
-----------------
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الجد المصطفى رسول الله وعلى آله الأطهار وصحابته الابرار ومن اتبعهم بإحسان الى يوم القرار..
اما بعد.
للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ،
وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ،
وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ،
نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي .
وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء ,
وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار .
والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى .
وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين
وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر :
" ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" .
وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى "
قال في الأصيلي :" الفروق الظاهرة بينهما كثيرة ،
وإنما الفرق المهم هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأب إلى البطن الأعلى .
والمبسوط :
يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم يواصل ابناً فابناً إلى البطن الأسفل . وخلاصة ذلك أن المشجر مقدم فيه الابن على الأب ؛ والمبسوط عكسه ، يقدم فيه الأب على الابن " .
وقد سبق أن عرفنا المبسوط أنه كتاب منثور مثل: كتاب "نسب قريش" للزبيري وكتاب "جمهرة النسب" لابن حزم.
أما المشجر فهو مثل: كتاب "الأصيلي في أنساب الطالبيين" لابن الطقطقي المخطوط المشجر لا المطبوع اليوم , بتحقيق السيد مهدي الرجائي،
و كتاب" روضة الألباب وتحفة الأحباب المعروف بمشجر أبي علامة".
و من الفروق الظاهرة بين المشجر والمبسوط :
- أن القراءة في المبسوط أيسر منها في المشجر ، و أدعى للحفظ .
و لذلك لمَّا طلب الفخر الرازي من إسماعيل المروزي الحسيني أن يصنف له كتاباً في أنساب الطالبية فضَّلَ أن يكون على هيئة المبسوط لا التشجير ،
و قال له :" المشجر لا ينضبط بالحفظ ، و أنا أريد شيئاً أحفظه ، … "
و بالجملة ،
فمن كان متعوداً على كتب العلم والقراءة فيها ، يَسُرَ عليه أمرُ المبسوط بخلاف المشجر ، ومن لم يعرف من القراءة في النسب إلا ما في المشجرات ، يسر عليه أمرها .
- التصنيف في المبسوط أيسر منه في " المشجر" ، ولهذا كثرت تصانيف الناس فيه . و الناس اليوم على الضد من هذا !!
- كثرة فوائد المبسوط ، وذلك لأن الكتابة فيه على سنن التصنيف والترتيب ،
فتجد ما يطرقه النسابة متسلسلاً ،
يورد البطون من أعلى إلى أسفل ، ويذكر الألقاب والوقائع والأشعار ، و تواريخ الولادة والوفاة ، وهو في فسحة و سعة ، وذلك بخلاف المشجر ،
فكم من ورقة ضاقت على نساب حجبت دفعاً لشبهة ، أو تقريراً لوجه غمز وطعن ببطلان نسب و نكارته ،
أوربما فوتت ذكر سنة ولادة أو وفاة يحتاجها المتأخر في بحث أو مقارنة .
- ومن الفروق بينهما أن المشجر توضع فيه رموز لعلامات الطعن و القدح ونحو ذلك ، و تكتب أحياناً بالحمرة أو السواد ،
بينما المبسوط لا تذكر فيه الرموز ، ولكنهم يحكون الحال في أثناء النسب ، و ربما رمزوا ببعض الاصطلاحات ، فكتبوا في المشجر والمبسوط :" في صح "
- بقاء المبسوط و تعميره أكثر من المشجر . و هي مسألة نسبية .
- الوضع والزيادة في الشجرات أسهل و أيسر من المبسوط.
وصلى الله على النبي الجد وعلى آله وسلم.