أنواع النسب
للسيد ابي القاسم
د.يسٓ الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني الهاشمي،
نقابة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلاميّ
-----------------------
الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين،
ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه، فتبارك الله أحسن الخالقين
ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه، فتبارك الله أحسن الخالقين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين,
سيدنا وجدنا ابا القاسم محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم.
اما بعد :
فينقسم النسب إلى :
1. نَسَبٌ صُلْبِيٌّ :
وهو الرابطة التي بين الوالد والولد . وهو يشمل نسب المرء الذي بينه وبين آباءه الذكور ، ونسبه الذي بينه وبين كل أنثى ولدته ،
ولكن الناس اطمأنت نفوسهم لعُرْفِ الشرائع المنزلة منذ القدم ؛ وكان مقصدها ضبط معيشة الإنسان على حالٍ واحدة بها يكون حفظ الأنساب ؛ وصلاح المجتمعات ؛ وصون الأعراض .
2. نَسَبُ قَرَابَةٍ :
وهم الإخوة وأولادهم والأخوات ، والأعمام في أي جيل كانوا وأولادهم والعمَّات .
ومن أجل ذلك فإنه لما نزل قول الله تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} نادى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في عموم قريش ،
ولكنه رتَّبَ قبائلَ قريش أمامه على مراتبٍ كالشجرة ، شجرة النسب التي استوحى صورتها النسابون من هذا الترتيب ،
فكان هو في أعلى فرع لها كالثمرة ، فرتبهم بحسب القرب والبعد النسبي الذي بينهم وبينه،
وهذا النوع من النسب يقال له : رَحِمٌ في الغالب ، وإنما قلنا : رحم في الغالب . لأن الرَّحم تشمل الولد والوالد أيضاً ، وهي تشمل كل قريب على الإطلاق ؛
ولذا فإنَّ الشريعةَ تلطَّفت معه في باب التركات لما لم يكن له فريضةٌ فيها ؛ فأبقتْ له مسمى القرابة بلفظ الرَّحِمِ ، ولم تَسْلَخْ عنه القُرْبَى ، فالرحيمُ في باب المواريث كُل قَرِيبٍ ليس ذَا فَرْضٍ مُقَدَّرٍ وَلاَ هو من العَصَبَة ،
ونعرف معنى مدلول الكلمة متى عرفنا مراد المتكلم ، لأن الألفاظ ليست بذواتها وإنما على حسب مراد المتكلم ،
ولذا فإن مراد الله تعالى من القربى في قوله {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}
لا تشمل كل قريش في كلام المحققين من أهل العلم ،
وإنما هي في خصوص بني هاشم كما نصَّ عليه أهل العلم و كما أفاده اهل العلم في كتبهم ومنهم الامام الشافعي في كتابه .
أما أولاد البنات ، وأولاد الأخوات ، وأولاد العمات ، فكل أولئك قرابة أيضاً لا يُمارِي أحدٌ في ذلك ، ولكنهم قرابة دون التي في إطلاق عُرْفِ الناس ، وهي قرابة نَسَبٍ نِسْبِيٍّ أيضاً .
وبعض الفقهاء جعل للنسب قِسماً آخر دعاه بالعَصَبَةِ ، وفي الحقيقة أن العصبة ليست من أقسامه ولا من طبقاته ،
وإنما من صفات أهله ؛ أو هي حَمِيَّة طبيعية تلازم كل طبقة من طبقاته ؛
وتتفاوت شدتها في كل طبقة بحسب قربها وبعدها من الفرد المَحْمِي ،
فالمقصود بهم الذين يتعصَّبون للمرء لأجل القرابة التي بينه وبينهم ،
وهذه العصبية على طبقات ومراتب كتلك التي شَكَّلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أمامه وهو على الصفا ،
فحال المرء مع العصبية التي له مع طبقات النسب تجعله بمثابة مركز دوائر تحيط به ؛ دائرة على إثر دائرة ..
أمَّا في اصطلاح النُّحَاةِ واهل العلم فقد عُرِّفَ النَّسَبُ بأنه :
إلحاق الفروع بالأصول بياء مشددة في آخره .
نحو : قُرَشِيٌّ ، قحطاني ، قِبْطِيٌّ .
وهو تعريف غير جامع .
والأفضل أن يقال فيه : هو عزو شيءٍ إلى والدٍ ، أو بلدٍ ، أو مهنة ، أو وصف، بياء مشددة في آخره ، مع كسر آخره.
وذكرنا في التعريف : شيءٍ ، حتى يشمل ذلك كل حيوان ؛ ونبات ؛ وجماد .
وقلنا : والدٍ ؛ ليشمل الذكر والأنثى ،
نحو : عَلَوِيٌّ في النسبة للذَّكر ، فَاطِمِيٌّ في النسبة للأنثى .
والبلد : نحو رجل مِصْرِيٌّ او شامي او يمني، للحي ؛
وثوبٌ حَضْرَمِيٌّ ، للجماد ؛
وزعفرانٌ خُرَسَانِيٌّ ، للنبات.
والمهنة نحو : رجل نجار او حداد او سراج.
وصلى الله على النبي الامي وعلى آله وسلم
---------
---------
· الإيناس بعلم الأنساب. الوزير المغربي
· الأنساب للسمعاني.
· الأنساب للصحاري.
· التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب- أبو الحسن اليمني القرطبي.