معسكر الامة الحق..
ليس بغربي ولا شرقي ولا صهيوني ولا صفوي!
لأبي القاسم
د.يسٓ الكليدار الرضوي الحسيني الهاشمي،
في ظل ما تعانيه الامة اليوم من هزائم متلاحقة على كل صعيد، وفي ظل حكومات متعاقبة وحكام وملوك و امراء توارثوا حكم شعوب الامة العربية الاسلامية وهم اهون على الله من ان يكتب على ايديهم الخير للأمة،
لأنهم كانوا ولازالوا مجرد مخلفات للإستعمار في بلداننا، و نتاج وتدبير المؤسسات الإستخبارية لقوى الطغيان في الارض،
فلم يعد هنالك من ابناء الامة من لا يعلم بأن هؤلاء مجرد وكلاء وليس لهم من الامر إلا تنفيذ الإملاءات والأوامر الصادرة مِن مَن وكلهم واناط بهم مسؤولية اركاس الامة وشعوبها واسقاطها في غياهب العبودية والذل والدفع بها الى شفير الزوال،
وان العلاقة بينهم وبين داعميهم ومن يقف خلفهم من قوى الطغيان العالمي هي علاقة الأسياد بالعبيد، وما للعبيد إلا ان يكونوا رهن اشارة اسيادهم والحاكمين بأمرهم وإلا تم استبدالهم،
ولا يختلف اثنان اليوم على ان من اهم وأخطر الحروب التي شنتها قوى الطغيان على الامة لضمان بقاءها مغيبة فكريا ًوعقائديا ً،
وضمان تركيعها واركاسها في غياهب العبودية، والدفع بها الى شفير الزوال الحقيقي، هي بإستعمال حروب التظليل والخداع،
إضافة الى حروب الإبادة المباشرة او الغير مباشرة بإستعمال وكلاءهم وادواتهم، والتي تشنها قوى الطغيان في اكثر من مكان ضد الامة وشعوبها وعقيدتها وهويتها،
ويحتل وكلاءهم من حكام وملوك العرب مرتبة الصدارة في هذه الحرب ضد الامة، من حيث توفيرهم لأدوات و وسائل الحرب المادية والمعنوية واللوجستية وتوفير المبررات وتمكين العدو من ارض الامة وثرواتها ودماء ابناءها،
وتسخير الامبراطوريات الاعلامية التابعة لهم خدمة لغايتهم،
ولإطلاق يد هؤلاء العابثين بالامة ومقدراتها من وكلاهم حكام العرب لجر شعوب الامة الى الركوع كالعبيد!!
ولقد استثمروا ادواتهم واعلامهم ايما استثمار حتى آتت حربهم اكلها، في إيهام شعوب الامة واقناعها بانها ضعيفة ومهزومة وليس لها الا ان تتكل على قوى الطغيان في الارض لتضمن بقاءها او سلامتها!!
ولقد عمدت قوى الطغيان في الارض وخلال العقد الأخير خصوصا، الى حشر الامة وشعوبها بين خيارين لا ثالث لهما!
وقد عمد عملاءهم ومنظريهم من المحسوبين على الامة الى خداع وتظليل شعوب الامة وأبناءها بانه لا وجود لمعسكر او خندق ثالث!
فأما ان تنظوي تحت لواء أو خندق او معسكر المشروع الصيهوني-الامريكي-البريطاني،
والقائم على مبدأ وهدف اساسي وهو تركيع الامة وإركاسها في غياهب الذل والعبودية والقبول بمشاريع قوى الطغيان ومخططاتها كأمر واقع على الارض، ومن اهمها اقامة دولة اسرائيل الكبرى على ارض العرب، لتكون أقوى دولة في المنطقة والقبول بسيادتها على شعوب الامة!!
من خلال مشاريع وشعارات وادوات مختلفة، وفي مقدمتها ما يروج له العملاء بصفقة القرن- والذي تحتل الحكومات العربية العميلة مركز القيادة والصدارة و الواجهة فيها، وفي مقدمتهم بني سعود وعيال زايد ومن سار خلفهم من وكلاء الإستعمار،
وحتى يخدعون شعوب الامة ليدفعوها بالقبول أو الدخول طواعية تحت لواء هذا الخندق فيروجون لشعارات واهداف زائفة،
كشعار التحالف العربي الدولي لمواجهة المد الصفوي والتوسع الايراني في المنطقة أو ما يطلقون عليه بالنيتو العربي، والذي لا يمثل إلا مظلة حقيقية للزج بشعوب المنطقة العربية الإسلامية لخدمة مشروع برنارد لويس لتقسيم المقسم طائفيا وعرقيا، خدمة لمشروع قوى الطغيان"الصهيو-صليبية" في المنطقة،
ومن جهة اخرى لمواجهة الثورة العربية التي قد تخرج مرة اخرى ضد طغيان اصحاب العروش والكروش، الملوك والحكام الطغاة المتسلطين على شعوب الامة بمعية ومباركة وحماية قوى الطغيان!!
وغيرها من الشعارات الزائفة المخادعة التي يرفعها وكلاء الإستعمار والتي ليس في ابجدياتها اي مصلحة لشعوب الامة، ولكنها تصب في مصلحة بقاء هذه الحكومات العميلة قابعة على اكتاف شعوب الامة، لتستمر في خيانة الأمة وقضاياها، وتركيع شعوبها واذلالهم بالحديد والنار، و لتوفر غطاء شرعي لنهب ثروات الامة لصالح قوى الطغيان العالمي!
ومن المضحك والمبكي في ذات الوقت، فان غالبية هؤلاء العملاء يعلمون يقينا بان دولة المجوس ومشروعها الصفوي العابر للحدود، ما هو الا اداة ومشروع زرعته المؤسسات الاستخبارية الامريكية البريطانية الصهيونية لتدمير الامة وطعنها من الظهر،
ولإركاسها في غياهب العبودية لقوى الطغيان لتقبل باي إملاءات تفرضها عليها قوى الطغيان بمقابل التخلص من مخاطر المد الصفوي القادم من دولة الشر ايران، والذي اذاق شعوب الامة في العراق والشام الويلات، وذهب ضحيته الملايين من ابناء الامة هناك، ما بين شهيد او مغيب في السجون او مُهجر في اسقاع الارض المختلفة.
أما الخندق او المعسكر الثاني والذي جعلوه الخيار الثاني وفرضوه على شعوب الامة، كخندق و معسكر مقابل للمعسكر الاول،
وهو الخندق الذي اوجدته قوى الطغيان لتبرير وجود الخندق الاول!!
او بمعنى واضح لإجبار شعوب الامة المنكوبة على القبول بالانظواء تحت لواء المعسكر الاول،
فهو خندق ولواء و معسكر المشروع الصفوي الظلامي التوسعي، او ما يطلق عليه اذناب المجوس "بانه محور المقاومة"!!
والقائم على مبدأ تدمير الامة العربية الاسلامية وإركاس شعوب الامة تحت رحمة "الولي السفيه" القابع في جحور الظلام والكفر في طهران!
والذي جعل من اهم اهدافه اسقاط الامة العربية الاسلامية و إحتلال بلادنها وتغيير عقيدتها وطمس لسانها وهويتها العربية!
وادخلوا "روسيا" الطامعة مؤخرا ً كشريك اساسي في هذا الخندق على اعتبار انها حليف لأيران "ولو مؤقتا ً" في حربها على الامة العربية الإسلامية وكما يجري منذ سنوات وفي سوريا خصوصاً!
حيث عمدت قوى الطغيان على فتح الباب مشرعاً امام قوى هذا المعسكر ليفتكوا بالامة وشعوبها في العراق وسوريا واتبعوهما باليمن، وكانت نتيجة جرائمهم ان قُتل قرابة 4 مليون انسان وهجر قرابة 20 مليون عربي مسلم في هذه البلدان!
ليرغموا شعوب الامة الأخرى التي لم تطالها يد التدمير والتخريب على يد الخندق والمعسكر الثاني، لتنظوي تحت لواء المعسكر الاول لتتلافى الويلات التي طالت شعوب الامة على يد المعسكر الثاني!!
ولتقبل شعوب الامة بكافة الإملاءآت والتبعات التي تفرضها قوى المعسكر الاول بمقابل الحماية!
حتى غفلت شعوب الامة وابناءها بان هذين الخندقين والمعسكرين ليسا الا صنيعة لقوى الطغيان،
وان الامة العربية الاسلامية لا يمكن لها ان تنظوي تحت اي من هذين اللواءين او الخندقين، لانهما خنادق ومعسكرات معادية للامة وهويتها وشريعتها وما ارتضاه الله لها ان تكون،
فكلا المعسكرين غايتهما تدمير الامة وطمس هويتها و نهب ثروتها واركاسها في غياهب الظلام والعبودية، وإبعادها عن مبدأ الاختيار الرباني لها،
وان الامة في الحقيقة لها معسكر ثالث، هو معسكر ند لكل هذه المعسكرات و القوى،
ولها لواء حق يعبر عن هويتها ووجودها وغايتها الحق التي ارتضاها الله لها على هذه الارض،
ولا يمكن لابناءها الصادقين المخلصين أن يقبلوا بالانظواء الى معسكرات الاعداء،
وان لواء الامة الحق هو لواء العروبة والإسلام، لواء الذي بُعث بالهدى رحمة للعالمين النبي الامي العربي الهاشمي القرشي،
وليس لواء أو معسكر العبودية لقوى الطغيان وبني صهيون وشهود يهوا و غيرهم من الانجيليين، ومعهم خدمهم و وكلاءهم في بلدان الامة من حكام وامراء وملوك، الذين كانوا ولا زالوا صنيعة قوى الظلام،
وبقاءهم على عروشهم مرهون ببقاء قوى الطغيان في ديار العرب!
فلواء الامة ومعسكرها الحق ليس لواء ومعسكر بني صفيون ومن تسللوا الى صفوف الامة ليدعوا الانتماء لأمة الإسلام زوراً وخداعاً ،
بعد ان مكنتهم قوى الطغيان من الوصول الى مركز الصدارة في ايران، ووفرت لهم كل الادوات التي مكنتهم من الغدر بالامة وشعوبها وطعنها من الظهر تحت شعار التشيع لآل محمد زورا ً وبهتانا!
فما هم الا صنيعة واداة للشيطان ليدفعوا ابناء الامة وشعوبها للقبول بسيادة بني صهيون على الامة!
وليقبلوا بالعبودية لقوى الطغيان لما كابدوه على يد بني صفيون احفاد المجوس من ظلم وقهر وقتل وابادة وتهجير،
وبعد ان عمدت قوى الطغيان من خلال قوتها الغاشمة وجيوشها على تدمير كل حاضنة او مقاومة لشعوب الامة في العراق وسوريا والتي كانت تقف بموقف الند ضد تمدد قوى الشر والظلام الصفوي،
ليجبروا شعوب الامة على القبول بالعبودية المطلقة لقوى الطغيان الامريكية- الصهيونية- البريطانية في المعسكر الاول، ليخلصوهم من حراب المد الصفوي التدميري اصحاب المعسكر الثاني!!
وختاما ً نقول لأبناء الامة في كل اقطارها..
كيف بالصالحين من ابناء الامة واصحاب الانتماء الحق، ان يقبلوا بالعبودية لغير الله؟!
وكيف لهم ان يقبلوا الانظواء تحت اي لواء من هذين المعسكرين؟!
و كيف لهم ان يتركوا حوض الكوثر ليرتعوا من البرك الآسنة التي اوجدتها قوى الطغيان لإركاس الامة في غياهب الزوال والفناء والعبودية؟!