الثلاثاء، 25 ديسمبر 2007

تنزيـه النسـب العلـوي عن إنتسـاب آل الحكيم!

   

تنزيـه النسـب العلـوي عن إنتسـاب آل الحكيم

للسيد ابي القاسم يسٓ الكليدار الحسيني الهاشمي،

نقابة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلامي،

المحور الأول

في بطلان نسب آل الحكيم

 جاء في ديباجة نسب هذه الأسرة و نسبها العلوي المزعوم،

 والذي يبدأ بالجد الأعلى لها وهو  :

علي هو ابن مراد بن أسد الله بن جلال الدين بن حسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن إسماعيل بن عباد بن أبي المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب.

 

وهذا النسب باطل و متفق على بطلانه بين أعلام اهل النسب,
جاء في لباب الانساب والالقاب والاعقاب للشيخ النسابة أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي الشهير بأبن فندُق المتوفى سنة 565هـ[1],

بان محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا لا عقب له‏ بالاتفاق!.‏ 

وهو الذي يدعي آل الحكيم النسبة له في كل الاعمدة النسبية التي ادعوها منذ ان ادعوا النسب العلوي بداية القرن الماضي!
والذي تغير لثلاث مرات خلال عقدين ونصف!

وكذلك وافقه المجـدي في أنساب الطالبيين للنسابة علي بن أبي الغنائم العمري والذي لم يورد أي عقب لمحمد بن احمد بن ابراهيم طباطبا,

اضافة الى ذلك فان هذا العمود مقطوع وغير معروف ولم يوثق في أي مصدر نسبي او تاريخي معتبر او غير معتبر,

بل ادعاه آل الحكيم في ستينيات القرن الماضي,

بعد ان ادعى مهدي الحكيم تحديدا وهو والد محسن الحكيم في النسب العلوي في بدايات القرن الماضي.

بعدما لم يعرف عنهم أي نسب علوي فقد كان جدهم علي ومنذ  ان جاء الى النجف برفقه عباس شاه الصفوي يعمل في مهنة العطارة ويعرف بالعطار او الحكيم,

ولم يعرف عنه ولا عن ابناءه أي نسب علوي ويشهد بذلك سواد مرجعيات النجف الاشرف.

المحور الثاني

الاصول الحقيقية لآل الحكيم

وكيف وصلوا الى النجف الاشرف,

وكيف تصدروا  المرجعية العليا فيها

 

حسب روايتهم أنفسهم فترجع عائلة الحكيم بجذورها إلى جبل عامل في جنوب لبنان،

وقد سُميت بذلك حيث كان أحد أجداده ـ وهو "علي" ـ طبيباً مشهوراً، ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب "الحكيم"، بمعنى الطبيب،

وأصبح لقباً مشهوراً لها.

واشتهر من هذه الاسرة عدد من الشخصيات ومن اشهرها محسن الحكيم الذي صار المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في النجف الاشرف.

 

كيف تصدروا المرجعية العليا

 

وصل محسن الحكيم الى صدارة المرجعية العليا للطائفة الشيعية بعد الاحتلال البريطاني للعراق تحديدا عند دخول القوات البريطانية الى النجف الاشرف وبعد ازاحة المرجع الاعلى للطائفة العالم الثائر المجاهد محمد سعيد الحبوبي الذي اعلن الجهاد ضد البريطانيين,

والذي تكبد البريطانيون على اثر هذه الفتوى خسائر جسيمة تراجعوا الى اثرها الى الناصرية!!

و تمكنت القوات البريطانية من احتلال العراق بعد فتوى محسن الحكيم الشهيرة بحرمة التعرض للقوات البريطانية التي جاءت لتخليص العراق من الاحتلال العثماني حسب نص الفتوى,

و الحقائق التاريخية تثبت بأن الحكيم كان احد الأسماء المعتمدة من قبل "السير  برسي كوكس" مندوب بريطانيا ,

حيث تقاضى الاموال وبمبالغ ضخمة من قبل وزارة المستعمرات البريطانية ومن السفارة الامريكية لقاء فتاواه المتعاقبة ضد الشيوعيين وضد الاحتلال العثماني,

والتي استثمرها الانكليز للوصول الى مبتغاهم في اسقاط الدولة العثمانية,

واحتلال العراق بالكامل,

و لقد نجحت بريطانيا من خلال محسن الحكيم في تحييد المرجعيات الدينية عن الشارع والدفع بإتجاه السيطرة عليها و تسخير المرجعية في النجف في خدمة اكمال مهمة احتلال العراق!

حيث توثق الادلة التاريخية وشهادات مراجع الحوزة العلمية في كتبهم,

على ان محسن الحكيم عمد الى دس السم في طعام المرجع الاعلى للطائفة الشيعية " محمد سعيد الحبوبي",

حيث كان محسن الحكيم يعمل خادما ً له و أمينا مالياً تحت امرته,

و الحبوبي الثائر الذي كان من اشد معارضي الاحتلال الانكليزي للعراق,

وبعد فتاوى الحبوبي والتي تسببت في انكسار البريطانيين والخسائر التي تكبدوها في زحفهم نحو بغداد,

وأنسحابهم الى مدينة الناصرية,

 إكتشف الانكليز أن محور المقاومة الشعبية ضد الاحتلال من العشائر وباقي قطاعات الشعب,

بسبب موقف هو رجل الدين الثائر محمد سعيد الحبوبي زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف,

والذي سبب لهم خسائر كبيرة وعجل في إنسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها,

وخلق أجواء العداء ضدهم وعرقل إحتلالهم لمدينة الناصرية مدة أربعة أشهر,

 ولم يكن بإمكانهم مساومته أو شرائه بالمال فكان هدف الاستخبارات البريطانية هو المرجع الحبوبي لتصفيته جسديا و للقضاء على نشاطه بإعتباره المصدر المحرك لهذه الحشود الكبيرة المعادية للوجود الانكليزي الاستعماري.

إذ بعد تراجع السيد الحبوبي من الشعيبة الى الناصرية توفى بشكل مفاجيء جدا للجميع ,

بحادث يلفه الغموض والشك من جميع جوانبه في بيت طالب العنزي والد ناجي طالب "أحد رؤساء الوزارات العراقية سابقا" في مدينة الناصرية!. حيث كان محسن الحكيم من المرافقين للحبوبي في ساعتها.

لقد توفى الحبوبي مقتولا بالسم وقد أيد ذلك تقرير الطبيب الهندي الذي حضر للفحص على جسد السيد لبيان أسباب الوفاة!.

والوفاة كانت بسم السيانيد !!

و الشك الذي وصل الى درجة اليقين بشهادة العائلة التي توفى عندها الحبوبي بان الحبوبي لم يكن معه سوى محسن الحكيم وهو من قام بدس السم في طعام الحبوبي,

وهذا ما اكده جميع الاشخاص المتواجدين في البيت لانه القريب عليه مباشرة والمشرف على حاجياته اليومية من ضمنها تقديم وجبات طعامه!.

وبعد قتل الحبوبي هرب محسن الحكيم من النجف ولم يعود اليها ابدا,

 إلا بعد أن أمضى سبعة أشهر كاملة في الناصرية و لحين إحتلال الانكليز مدينة الناصرية بالكامل ,

وبقي محسن الحكيم بحماية القوات الانكليزية حتى جاء الى النجف بعد دخول القوات الانكليزية ليتصدر المرجعية العليا للطائفة!

وأستل الستار على الحادث.

ولقد انتشر خبر تورط محسن الحكيم بمقتل الحبوبي في النجف الاشرف وما زالت المرجعيات العلمية تتناقله الى يومنا,

والذي دفع فاضل الرادود المشهور في مدينة النجف في ذلك الحين(فاضل الرادود شخصية معروفة وموثوق بها في النجف لانه كان يعتلي المنابر ويلقي القصائد الحسينية في عاشوراء وفي المناسبات الدينية أمام الحشود),

أن يعلن ويكشف موضوع مقتل السيد الحبوبي في الناصرية على يد محسن الحكيم بدفع من السير بيرسي كوكس ووزارة المستعمرات البريطانية,

وأن محسن الحكيم هو من قتله في عملية دس السم للحبوبي وقتله بتدبير من المخابرات البريطانية بعد أن جندته لهذه المهمة وقال الرادود صراحة وأمام الملأ أن محسن الحكيم يقف وراء عملية قتل السيد الحبوبي بالسم في بيت طالب العنزي.

وقد ورد ذلك في جريدة النجف من أرشيف فاضل الرادود في ذلك التاريخ.

وأبناء محافظة النجف ومراجعها يعرفون هذه الحقيقة عن آبائهم و يتناقلونها حتى يومنا هذا.

 

أصول آل الحكيم الحقيقية ومتى أدعو النسب العلوي

 

جدهم الاعلى الاول يهودي لبناني اسمه الياهو يبرعام من أصول يهودية مزراحية،

وهم من اليهود المزراحية الذي استوطنوا في لبنان وانتشروا في عدة مناطق من لبنان ,

كصيدا وصور وجبل العامل,

وكان جدهم الاعلى من يهود جبل العامل ,

ادعى الاسلام وتولى منصبا ً دينيا هناك و غير اسمه الى " بايزيد – كناية الى اسم احد السلاطين العثمانيين تقربا لهم" .

وادعى الاسلام فترة من الزمان و حين اكتشفت السلطات العثمانية زيف اسلامه هناك,

هرب وفر من القتل وهرب الى إيران على زمان سلاطين الصفوية,

وهم اعداء الدولة العثمانية التاريخيين والتقليديين!!

وقصد مدينة اصفهان لان سواد اهلها من اليهود ومنهم من ادعى اعتناق الاسلام وكانوا من ابرز رجالات سلاطين الصفويين وبلاطهم!!

وهم فيها الى يومنا هذا ,

فأدعى جد عائلة الحكيم الأعلى ان اسمه علي !!

لان الصفويين كانوا يرفعون شعار الشيع لأهل البيت كشعار لدولتهم, وكانوا على مذهب التشيع "الاثنى عشري" !!

بعد ان ادعى اسماعيل الصفوي النسب العلوي بالباطل!

ليكتسب القدسية و يأخذ الشرعية في حكمه!

فعمل جده اسرة آل الحكيم "علي أو آلي ياهو " زمانا ً في طب الأعشاب في قرية طباطبا في اصفهان,

ومن خلال علاقات تجار اليهود ببلاط الشاه عباس الصفوي تقرب من الشاه نفسه,

فاحتضنه شاة عباس الصفوي لعداءه مع الدولة العثمانية من جهة,

ومن جهة اخرى لبراعته في طب الاعشاب ,

فاتخذه طبيبه الخاص!

فاصبح "الياهو او بايزيد او علي" "اليهودي" طبيب الاعشاب ,

الطبيب الخاص لشاه عباس الصفوي،

و كان يلقب في مدينة اصفهان بلقب الحكيم,,

وهذا اللقب "الحكيم" يطلق على الطبيب حسب اللغة الفارسية حتى يومنا هذا .

و بحدود عام 1033هـ "1624م" ,

وفي رواية اخرى بحدود عام 1617 م ميلادية ,

وفي احدى زيارات شاه عباس الصفوي الى النجف الأشرف,

 اصطحب معه علي "اليهودي" "الحكيم",

فطلب علي "الحكيم" من الشاه عباس الصفوي البقاء في النجف فأذن له.

و ما جاء في المصادر التاريخية الخاصة بالشاه عباس الصفوي بانه عمد في حكمه على المدن التي سقطت بايديهم ومن ضمنها النجف ,

على تدعيم سلطانه وبقاء نفوذه وبث العيون و الموالين لدولته في النجف الاشرف,

لما لها من ثقل ديني اعتمد عليه الصفويين في فرض وصايتهم الدينية على ايران ومن حالفهم من عشائر جنوب العراق ضد العثمانيين !!

ولا يخفى على الباحثين وذوي الاختصاص تاريخ الصفويين في تثبيت دعائم دولتهم منذ ان أسسها إسماعيل شاه الصفوي,

وكيف وظفوا التشيع لضمان الولاء لهم ولدولتهم التي اقاموها ,

و كان الجد الاعلى لعائلة الحكيم "علي" ,

مناطة به مهام اختراق المجتمع النجفي وتثبيت نفسه هناك خدمة لدولة لشاه عباس الصفوي ودولة الصفويين !!

بصفته الطبيب الخاص لعباس شاه الصفوي و بصفته أيضا المستشار الشخصي له!

وهذه الرواية مدعومة بما جاء بالتفصيل عن المؤرخ والمحقق الايراني الشهير مهدي امداد[2] في كتاب" شرح ايران مجلد 5 صفحة 195",

في تاريخ آل الحكيم الطبطبائية اليهودية الاصل,

مع ان مهدي امدادي يضيف رواية اخرى في نسب آل الحكيم,

 ويذكر كذلك بان هناك رواية تقول بان جدهم الأعلى قدم من الهند!!

 وكان مشهورا في طب الاعشاب وبارع عندما جاء الى طباطبا,

 ولا يعرف له اصل!!,

قبل ان يستوطن مدينة طباطبا ويأخذ لقبها بعد ان استوطنها لاحقا في النجف الاشرف عندما جاء الى النجف برفقة عباس شاه الصفوي واستقر فيها بناءا ً على طلب مباشر من شاه عباس صفوي!

فكان اول عهد له في مدينة النجف ان فتح دكانة للاعشاب ,

فعرفه اهل النجف بالعطار و الحكيم و التف الناس من حوله لان له حظوة وكلمة مسموعة عند الشاه عباس الصفوي !!

و صار لقبه الحكيم شائعا ً عند اهل النجف لانه استمر يعمل في طب الاعشاب .!

مع ادعاء العلم والفقه والدين !

فعمل في طب الاعشاب في النجف حتى توفي سنة 1052 هـ ,

و انحدرت منه هذه الأسرة,

التي لا يعلم احد من اهل النجف اصلهم الحقيقي حتى يومنا هذا,

 بل يعتقدون بانهم قدموا من مدينة طباطبا التي استوطنها احد ذراري اهل البيت والذي انقطع نسله بالاجماع بعد وفاته,

 وبعده بقرون ادعى الكثير من اليهود والفرس وغيرهم نسبه!!

و جاء ادعاء آل الحكيم للنسب الهاشمي متأخر جدا,

 وتحديدا في بداية القرن الماضي , في بدايات الاحتلال البريطاني.

على يد مهدي الحكيم والد محسن الحكيم الذي كان احد واجهات الحوزة في النجف!

والذي لم ينقطع عن زيارة ابناء عمومته اليهود في جبل العامل من خلال رحلاته المتواصلة الى جبل العامل في لبنان منبعهم الاول ,

وحتى وفاته هناك عام 1912 م و الادلة الدامغة تشير الى انه دفن في احدى ضواحي تل ابيب!

ليعبد الطريق لابنه من بعده لترأس و زعامة وصدارة المرجعية العليا للطائفة الشيعية في النجف!

لتكتمل اركان زعامته الدينية على الطائفة الشيعية بصبغة الانتماء لأهل البيت !!

بعد ان كان فقيها في طائفته ومن قبله ابوه مهدي !! و بمباركة وتخطيط بريطاني مسبق!!

ولقد ساند بريطانيا العظمى في غزوها للعراق كما اسلفنا سابقا.

 ---

الهوامش:

[1] لباب الانساب والالقاب والاعقاب للشيخ النسابة أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي الشهير بأبن فندُق المتوفى سنة 565هـ

[2] شرح ايران للمؤرخ والمحقق الايراني الشهير مهدي امداد.

 

المصادر والمراجع :

1.  التقارير السرية للخارجية البريطانية - لهوارد جونس الوزير الإنكليزي المفوض.

2.  سياسي في الشرق " - السير آرثر هارينغ.

3.   مالك ملك كيان " "خواجة نصير بالغة الفارسية.

4.  موسوعة أعيان الشيعة. محسن الأمين العاملي,ص347.

5.  رحلة عبر بلاد فارس - إليوت كراوشاي ويليامز.

6.  إيران الأحزاب والشخصيات السياسية 1890- 2013. شاكر كسرائي.

7.  التشيع العلوي والتشيع الصفوي - علی شریعتی.

8.  الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني.

9.  تاريخ إيران السياسي بين ثورتين - آمال السبكي.

10.روضات الجنات -الميرزا محمد باقر الخوانساري الاصبهاني.

11.تاريخ العراق الحديث -عبد الرزاق الحسني.

12.ملامح أجتماعية من تاريخ العراق الحديث -علي الوردي .

13.الحوزة العلمية العراقية- بين المقاومة وا لمطالبة – صادق جعفر.

14.جمهرة أنساب العرب: لابن حزم الأندلسي. أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري "المتوفى: 456هـ".

15.نهاية الارب في معرفة انساب العرب : لابى العباس احمد بن علي القلقشندي ت سنة 821 للهجرة.

16.نسب العلويين بنيسابور : للشريف ابو جعفر محمد الموسوي الهاروني النيسابوري المقتول سنة 549 للهجرة.

17.اللباب في الانساب : للشيخ ابى الحسن احمد بن محمد بن ابراهيم الاشعري المتوفي سنة550 للهجرة .

18.لباب الانساب والالقاب والاعقاب : لابي الحسن علي بن زيد بن محمد البيهقي الشهير بابن فندق المتوفي سنة 565 للهجرة.

19.منار الهدى في الانساب - محمد حسين الاعلمي الحائري.